مضي شهر على إطلاق Google لشبكتها الاجتماعية Google+. شهر مليء بالأخبار و الأحاديث حول المنصة الجديدة التي أحدثت ضجة عارمة. نظام التسجيل عبر الدعوات أسال بدوره الكثير من الحبر، ومن المتوقع أن تفتح الشبكة للجميع مع بداية شهر أغسطس.
يمكن الجزم بأن Google+ سجلت انطلاقة ناجحة بامتياز، ويشهد على ذلك نموها المذهل خلال هذا الشهر والذي يظهر جليا من خلال هذا الرسم
البياني:
البياني:
ولقد بلغ عدد المسجلين على الشبكة الجديدة 20 مليون شخص، و هو الرقم الذي أكدته Google وبعض المؤسسات التي يشهد بجديتها كـ ComsCore (Google+ Off to a Fast Start with 20 Million Visitors in 21 Days)، و الأهم من كل هذا أن نمو الشبكة كان -على غير العادة- أسرع خارج الولايات المتحدة.
بالرغم من أن أمريكا الشمالية لا تزال تحوز على أكبر نسبة من المستخدمين مثلما يوضحه هذا الرسمي البياني:
ويمكن القول بأن شبكة Google+ “ذكورية” بامتياز خلال هذه الفترة، فعلى سبيل المثال لا يمثل الجنس اللطيف سوى 26% في الولايات المتحدة، و15% فقط في فرنسا. وبالرغم من أن هذه الإحصائيات لا تأخذ بالحسبان كل مستخدمي هذه الشبكة، إلا أنها تعطي صورة واضحة عنهم، وقد تعود هذه النسب إلى مستويات طبيعية مع مرور الوقت.
بعد شهر من استعمال الشبكة يمكن تكوين نظرة أدق حول Google+، والخروج بنتيجة أن هذه الشبكة مختلفة عن Facebook و Twitter.
ويمكن القول أن Google+ أقرب ما تكون إلى FriendFeed منها إلى أي شبكة اجتماعية أخرى، حيث يمكن القيام بأكثر من أمر عليها: نشر رسائل ومقالات قصيرة، مشاركة الروابط، الصور والفيديوهات، تسجيل الأماكن (Chekins)، ترشيح المحتويات، وهلم جرا.
كما نشهد استعمالات لـ Google+ لم نعرفها على باقي الشبكات الاجتماعية، فعلى سبيل المثال قام المدون الشهير Kevin Rose (مؤسس Digg) بالتخلي عن مدونته ونقل نشاطه إلى Google+، و قام بتحويل زوار مدونته مباشرة إلى صفحته على Google+ (How To Build An Audience On The Internet: The Kevin Rose School Vs. The Fred Wilson School). في حين يرى بعض المدونين المشهورين أمثال Robert Scoble أن Google+ يشكل تهديدا خطيرا لـ Twitter و أن العصفور الأزرق أصبح مملا مقارنة بها (Google+ has made Twitter boring, here’s what Twitter should do about that).
لا يخفى على مستخدمي Google+ أن هذه الشبكة جد متنوعة، ويمكن استخدامها بشكل عملي جدا خاصة مع استعمال الدوائر، لكن النقطة الأهم هو العناية التي توليها Google للمحتوى من خلال Sparks، والذي قد يرجح الكفة بشكل كبير لصالح Google+ في سباقها مع باقي الشبكات الاجتماعية (3 Reasons Why Relevant Content Matters).
Google أعدت العدة واستعملت موارد كثيرة لإنجاح Google+، وسنشهد –من دون شك- نموا وتطويرا متسارعا لها خاصة بعد شرائها للعديد من الشركات الناشئة على غرار:
- Pool Party: نظام لتشارك الصور الذي طورته Slide التي اشترتها Google شهر أغسطس الماضي (Google Is Testing A Photo-Sharing App Called Pool PartyRead).
- Photovin: نظام آخر لتشارك الصور، ولكن هذه المرة عبر الهواتف (Google’s mysterious Photovine looks like a photo-sharing service)
- Fridge: شبكة اجتماعية لها نفس مبدأ عمل الدوائر (Google تضم شركة Fridge الناشئة إلى دوائرها على Google+).
- PittPatt: نظام للتعرف على الأوجه (Google Acquires Facial Recognition Software Company PittPatt).
كما تشير العديد من الدلائل أننا سنشهد قريبا دخول الألعاب وبقوة إلى الشبكة (How Google Plans To Trump Facebook In Games).
خلاصة القول: ستشهد الأشهر القليلة القادمة سباقا بين الشبكات الاجتماعية للتسلح بأكبر عدد من الخواص والمزايا التي تجعلها مكانا أفضل مقارنة بغيرها.
خلاصة القول: ستشهد الأشهر القليلة القادمة سباقا بين الشبكات الاجتماعية للتسلح بأكبر عدد من الخواص والمزايا التي تجعلها مكانا أفضل مقارنة بغيرها.
لكن في المقابل فإن Google لم تعط للشركات حقها على شبكتها الاجتماعية (هل هناك مكان للشركات و للمعلنين على Google+ ؟)، حيث أن التطوريات في هذا الاتجاه لا تسير بوتيرة عالية، مما يعطي الانطباع أن Google تهمل هذا الجانب (على الأقل في هذه المرحلة الأولى) رغم أن العديد من الشركات أبدت اهتمامها بأن يكون لها حضور “رسمي” على الشبكة.
فعلى سبيل المثال تبدي شركة Dell عبر مؤسسها اهتماما بخدمة Hangout وخاصة على مستوى فرق المبيعات والدعم الفني (5 Emerging Trends On Google+). كما أن شركة Ford قررت إنشاء “صفحة رسمية” في محاولة منها للضغط على Google لترسيم الأمر.
إلى غاية كتابة هذه الأسطر لا تزال هذه الصفحة موجودة، بالرغم من أن Google قامت بحذف صفحات شركات أخرى مثل Ikea و Samsung اللتان قررتا أيضا إنشاء صفحات رسمية رغم منع Google للأمر و إعلانها أن الشركات ليست مرحب بها قبل عدة أشهر على Google+.
وقد يكون سبب هذا التأخير هو عزم Google على القيام بالأمور كما يجب أن تكون عليه، حيث أنه من المتوقع أن يكون العرض المقدم للشركات متكاملا مع باقي خدماتها كـ AdWords ، Analytics…( Google Plus Business Profiles Are Coming Q3, Analytics and All).
إلى جانب استعماله من طرف الشركات، بدأت العديد من الأفكار في الظهور والتي تصب كلها في خانة الاستفادة القصوى من Google+ خارج مجال التواصل الاجتماعي مثل استعماله للتواصل و إدارة المشاريع داخل الشركات (مقال باللغة الفرنسية: Quels usages internes pour Google+ ?). كما يرى البعض أن Google+ هي الأداة الأمثل للصحفيين (Can Google+ beat Twitter and Facebook as a tool for journalists?) ، في حين يرى آخرون أن Google+ سيصبح أداة مهمة في الشركات (How Google+ could become an essential business tool).
ختاما، يمكن الجزم بأن الانطباع الأولي الذي تعرفه Google+ حاليا جد إيجابي: Google+ ليست شبكة اجتماعية، و إنما منصة اجتماعية تهدف إلى ربط جميع خدمات Google بضعها ببعض. في حين أن قيمة الشبكات الاجتماعية تزيد بزيادة عدد مستخدميها، فإن قيمة Google+ لا تزيد بزيادة عدد مستخدميها فحسب، و إنما تزيد أيضا بزيادة عدد الخدمات التي تضاف إليها أو تربط معها.
تقوم Google حاليا باسترجاع ما فاتها في عالم الشبكات الاجتماعية عبر مخطط مدروس بشكل جيد، يقيها شر المواجهة المباشرة مع Facebook و Twitter و ذلك باعتمادها عروضا منخفضة المستوى (بمفهومها البرمجي).
في المقابل فإن هذا التوجه و التفكير “البرمجي ” الذي نجده عند Google له سلبياته أيضا فـ”عقلية المبرمج” حاضرة وبقوة ضمن فرق عمل Google وهو ما يعطي الانطباع أن هذه الفرق بعيدة نوعا ما عن الجانب الاجتماعي وعن فهم مختلف حيثياته، وهو الأمر الذي يشير إليه Paul Adams مؤلف كتاب The Real Life Social Network والذي عمل سابقا على مشروع Google+ قبل أن يقرر تقديم استقالته و الانتقال للعمل عند… Facebook (Why I left Google. What happened to my book. What I work on at Facebook).
ما يمكن الخروج به كخلاصة للمقال هو أن عالم الشبكات الاجتماعية يشهد منذ ميلاد Google+ تغييرات كثيرة لم تكن لتحدث لولاه. سنشهد –من دون شك- تحديثات عديدة قبل نهاية السنة الجارية.
وفي انتظار أن تفتح الشبكة للجميع يمكن “للمحظوظين” منكم ممن وصلته دعوة أن يتابعني على Google+ (صفحتي الشخصية)، أو أن يتواصل معي عبر Twitter (حسابي الشخصي @djug).
ترجمة وبتصرف للمقال:
لصاحبه: Frédéric CAVAZZA (صفحته الشخصية على Google+)
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء